عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) logo شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا
shape
محاضرة في بني زيدان
4512 مشاهدة print word pdf
line-top
محاضرة في بني زيدان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد؛ أيها الإخوة، أذكركم نعم الله تعالى علينا، وما تفضل به على عباده في هذه الجزيرة من نعم لا تحصى وأياد لا تستقصى، تفضل الله سبحانه على عباده بنعمه وأسبغها عليهم، فقال الله تعالى: أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ؛ فنتذكر أن الله تعالى هدانا للإسلام، وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ وهذه من أكبر نعمه علينا. ونتذكر أن الله تعالى هدانا لمعرفته، وهدانا لإخلاص الدين له، ونعرف أن هناك من لم يخلصوا دينهم مع كونهم يتسمون بالإسلام.
والإخلاص بلا شك نعمة كبيرة وفق الله لها هؤلاء المؤمنين الموحدين، ونتذكر أيضا أن الله سبحانه وتعالى أنعم علينا بالصحة في الأبدان، ونعرف أن كثيرا يلاقون أمراضا وعاهات، ويلاقون أمراضا في أبدانهم ونقصا في أجسامهم، ونعرف أن هذه النعمة التي من الله بها علينا نعمة عظيمة. ونتذكر أيضا أن الله تعالى هدانا للتقرب إليه بالأعمال الصالحة، ونعرف أن هناك كثيرا قد حرموا من التلذذ بالأعمال الصالحة.
وكذلك أن الله تعالى أنعم علينا حيث حمانا عن السيئات وعن المخالفات، ونعرف أن هناك كثيرا من الذين سولت لهم أنفسهم فوقعوا في المخالفات ووقعوا في المعاصي والمحرمات.

line-bottom